الخمول التعب والكآبة
*التعب هو ناقوس الخطر انه الضوء الأحمر وأمام هذه العلامة يجب ان يتوقف المحرك البشري بصورة تامة.
يعد النوم والراحة من الحاجات الطبيعية الأساسية وتزداد أهمية هذه الحاجات كلما تواصل النشاط الانساني .
ويمكن إعتبار النوم فترة لتجديد هذا النشاط حيث تتخلص الخلايا الدماغية من الفضلات السامة المتراكمة خلال نشاطها .
ونتيجة لذلك فان النقص في النوم يولد تسمما حقيقيا حيث تستنفذ الخلايا الدماغية احتياطاتها متسببة في تراكم الفضلات العامة وخلال النوم تقوم الخلايا باعادة تكوين احتياطاتها الغذائية التي تعد المصدر الحقيقي لطاقتها .
التعب إذا آلية طبيعية تتيح للكائن الحي التهيؤ للنوم وتفادي التسمم الذي يحصل لخلاياه الدماغية .
وبعد النهوض يفترض ان يشعر الرجل انه مستعد تماما كمحرك أزيلت عنه الاوساخ كما يفترض ان تكون خلاياه العصبية قد استعادت حيويتها .
وإذا ما نظرنا حولنا فإننا لن نجد شيئا من هذا القبيل فالتعب هو أحد أهم النواقص التي نواجهها في عصرنا الحاضر .
فما أن يحل يوم جديد حتى نجد الغالبية العظمى من الناس وقد أخذ التعب منهم مأخذا وهم يبدون ملتصقين بانفسهم كالصمغ .
ماهو إذا الكلام المكرر في عصرنا الحاضر ؟
" منذ الصباح الباكر أشعر بالتعب واشعر باني سريع الإنفعال .........وفي الصباح أحس اني عدائي الطبع ابحث عن الشجار دون سبب كما اني أبذل جهدا استثنائيا لبدء يومي والذي قد لا يبدأ قبل الساعة الحادية عشرة صباحا ....الخ"
هذا التعب المشار إليه اعلاه هو بالتأكيد تعب معتاد وعلى الرغم من شذوذه فانه قد تحول إلى مرحلة الوباء.
لقد اصبح التعب نمطا جديدا للحياة وحتى الراحة الطويلة الأمد لم تتمكن من استبعاده .
*مالمقصود بتعبير الكآبة؟
عندما نقول "كآبة" نعني "الهبوط في القوى"
والكآبة هي تراجع في التوتر العصبي والنفسي ولذلك تصبح الكآبة تعبير عام جدا .
فهي إذا سمة قد تغطي سلسلة من الحالات وهذه الأخيرة قد تحمل اسماء خاصة كالنهك النفسي والخور العصبي "النورستانيا" والعجز النفسي والتصورات العسرية والفصام وهوس الكآبة ابتداء من الحالات البسيطة وانتهاء بالحالات الشديدة جدا .
وعلامات الكآبة كثيرة إذا وقد يكون اساسها مادي صرف كما في "النورستانيا"مع إضافة بعض الظواهر السيكولوجية .
ومن الناحية البدنية قد يتسبب سن اليأس في بعض الاحيان في الاصابة بمرض الكآبة ، غير
اننا لا يجوز ان نستنتج ان كل حالات سن اليأس تتسبب في الاصابة بمرض الكآبة ! لان قابلية الاستعداد مسألة مهمة جدا .
ويمكن ان يكون الاستعداد عضويا "إرتفاع ضغط الدم والسكر " أو نفسيا ،ويكون سن اليأس بذلك عاملا معترضا يتسبب في إخراج حالة كانت موجودة منذ فترة طويلة
وكامنة .
من جانب آخر قد تعزى الكآبة إلى أسباب نفسية وعائلية ودينية وقد تظهر نتيجة للهموم المستمرة والشكوك والقلق النفسي والخوف التي تؤدي بسبب التعب إلى تراجع في التوتر .
*الأعراض المشتركة في حالات الكآبة
يمكن التعرف على المكتئب بسهولة من هيئته فهو يبدو خاملا وكئيبا كما تنخفض ردود افعاله الحركيه إلى الحد الأدنى بحيث يتسبب أي فعل في إرهاقه .
وغالبا ما تظهر لديه حالات الارق التي تصاحبها النحافة بدرجة أو بأخرى .
وقد تتولد لديه ايضا رعشات فضلا عن أوجاع الرأس وارتفاع ضغط الدم والشعور الكبير بالإعياء والتعب واستحالة التركيز وعدم القدرة على إتخاذ القرار والتردد والحزن بدون سبب واضح وبعض انواع الهوس والحيرة واوجاع الرقبة واضطرابات في الرؤيا .
*أسباب الكآبة
بوسعنا ان ندرك جيدا مئات الأسباب المختلفة التي باستطاعتها تخفيف التوتر العصبي ! غير ان الانهاك الذهني والعصبي يبقيان من الأسباب الرئيسية للكآبة وفي هذه الحالة فان البحث عن سبب الكآبة يرتبط بايجاد اسباب الإنهاك .
engnour30@hotmail
.com